الشيخ ياسر عودة أختلف معك مضموناً وأنتقد بشفافية أسلوبك ولكنني أحترم عقلك وإنسانيتك وأعتقد أن ما قدمته ليس جديداً بل هو نتاج قديم لمدرسة فكرية تنتمي إليها ونحن لا يسعنا إلا أن ننظر إليها بعين العقل والشريعة وعلى ضوئهما ننصح الجميع وفي ظل السِجلات الحاصلة بما يلي :
لا يحق لأحد أن يكفر أو يضلل أحداً لمجرد الإختلاف في وجهات النظر، وعليه نقول إن الإختلاف ضرورة عقلية وشرعية وقد أشار تعالى إلى مبادئه وأصوله في قرآنه المجيد:
" وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً ۖ
وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ "
من الضروري التحلي بثقافة الإختلاف والعمل على تعزيزه الإيجابي من خلال الموضوعية والنقد البنَّاء بعيداً عن غرائزية الخطاب وهمجية الأسلوب وإختلال المنهج وسطحية الرؤية ...
أقول للواعيين في الأمة تعالوا لنتحلى بلغة القرآن الكريم وأدابه على مستوى تقديم الإسلام أو في حالة الإختلاف في رؤاه وهو القائل تعالى في كتابه الكريم وفي آيات تحدد معالم الأسلوب الذي يحاكي القِيم والأخلاق في حركة الدعوة التي عاشها رسول الله "ص" وقدمها القرآن الكريم نموذجاً ليُحتذى بين المختلفين:
" إدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن "
" إذهبا إلى فرعون إنه طغى وقولا له
قولاً لينا"
" فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لأنفضوا من حولك"
" فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمسيطر"
ما أحوجنا إلى لغة العقل في ظل غياب المعايير وتبني الخرافات وتحجير المفاهيم مع كل محبتي وتقديري للجميع.